هذا موضوع مفتوح للنقاش
إنتشرت ظاهرة في مجتمعنا في الآونة الأخيرة، وهي الهاتف النقال، في الحقيقة ليس الهاتف النقال الذي اصبح ظاهرة، بل الاستخدام هو الذي أصبح ظاهرة..
حقا ... لم يعد الهاتف النقال في يومنا هذا مجرد وسيلة يستخدمها التجار والمدراء والمسؤولين ... بل لم يعد فقط يستخدمه الأب او الأم من دون الأسرة، بل أصبح من الضروريات في حياتنا... نعم من الضروريات.
الكل يملك هاتفا .. الكبير والصغير .. الرجل والمرأة ... بل حتى تلاميذ الإبتدائي..
لا علينا .. ما سأتناوله بالطرح في هذا الموضوع ... هو أحد الظواهر التي انتشرت بكثرة بين الناس ألا وهي نغمة الجوال
كل أنواع وأشكال النغمات .. من مقاطع موسيقية إلى تعليق حفيظ دراجي إلى أنشودة إلى أغنية إلى جينيريك مسلسل ....
ومع كل هذا التنوع، فضل البعض أن يجعل نفسه متميزا .. أي يصبغ هاتفه بصبغة دينية، فبدل أغنية للفنان فلان أو الفنانة فلانة، يضع رنة للمؤذن فلان أو صوت المقرئ الفلاني...
وهذا لا يجوز يا إخواني .. لا يجوز وضع صوت الآذان أو صوت القرآن...
البعض يستغرب قولي... تعالوا معا نحلل ونبسط لماذا لا يجوز ...
بالنسبة للآذان:
الآذان هو نداء شرعه الله سبحانه وتعالى ليرفع في المساجد إيذانا بوقت الصلاة، أي أن الآذان مقترن بالصلاة...
بعد هذا هل يجوز لك رفع الآذان في هاتفك النقال؟؟؟
بالنسبة للقرءان:
أنا أفهم أحاسيس ومشاعر الناس، فمجتمعنا بطبعه وفطرته متدين، الكثير منا يقول في نفسه، بدل كلام الشيطان أو الشيطانة، فلأستمتع بكلام الرحمان.
من ناحية المبدأليس هناك من حرج في سماع صوت القرآن، بالعكس ليس هناك أفضل من هذا.
ولكن أخي الكريم أختي الكريمة، تخيل معي يرحمك الله، عندما يقوم أحد بالاتصال بك، سيرن هاتفك على آية من كتاب الله، ماذا تفعل؟؟ بالتأكيد سترد عليه ... عندها ماذا فعلت أنت؟؟ قمت بإيقاف أو قطع الكلام، وهو كلام الله..
هل تتخيل معي هذا الموقف؟؟
إذن بهذا الموقف، وهو نغمة القرآن، فأنت تضع نفسك في موقف محرج،أمام نفسك وأمام الله
كيف تتصرف؟؟؟ هل تنتظر إلى ان يكمل المقرئ الآية؟؟ وعندها لن تستطيع الرد على المتصل
أو هل ستقطع الكلام لترد على المنادي؟؟
أمر آخر... أنا باعتقادي ان كلام الله منزل ومطهر، فلا يجوز تلاوته في أماكن غير ملائمة ..
وكل واحد غيكم يعرف ماهي هذه الأماكن غير الملائمة، طبعا كل واحد يعرف نفسه ويعرف ظروفه ومحيطه وبيئته، قد يصادف مرورك اما المحلات الموسيقية الصاخبة، ويرن هاتفك...
قد يصادف مرورك شخص يسب الله، وما اكثرهم في مجتمعنا، ويرن هاتفك
وقد وقد وقد ....
المهم ... نحن نفهم الطبيعة الخيرة في الناس، ونفهم حسن نيتهم...
وأنا متأكد ان ما قلته الآن يدركه غالبيتنا.
نفعني الله وإياكم بما علمنا، وزادنا علما
سبحانك اللهم وحمدك أشهد أن لا إله إلا انت سبحانك أستغفرك وأتوب إليك
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الاعمال
والسلام خير الختام